المحبة غذاء العلاقات الاجتماعية / علي زنادة
المحبة غذاء العلاقات الاجتماعية / علي زنادة
عني الاسلام بالانسان وكرامته وافكاره ورغباته فجعل المحبة هي اساس من اسس العلاقات الاجتماعية كما ان الاسلام لم يأخذ نهج الارغام في التعامل الشخصي بل اعتمد على اقامة العلاقات الصادقه التي تقوم على المحبه والوئام فبعد أن كان المجتمع قبل الاسلام مجتمع يسوده الحقد والعداوة والبغضاء أصبح ذلك المجتمع في صدر الاسلام مجتمعا تعمه المحبه التي غرسها صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والانصار والأوس والخزرج فتحول ذلك المجتمع من عداء وبغضاء الى مجتمع تسوده المحبه والوئام كما اعتمد على البراهين والاقناع والحجج في نشر المبادئ السامية للاسلام واعطى كل انسان فرصة الاختيار وهذ الطريقة من اهم الوسائل الحديثة التي تقوم عليها العلاقات الاجتماعيه لإن الانسان كائن اجتماعي بطبيعته لايمكن ان يعيش بمفرده او في عزله عن الآخرين فيحتاج الى ان يتعود على كسب المهارات التي تربطه بأسرته ومجتمعه ووطنه وكل من يتعامل معه بحيث تكون علاقاته علاقات حسنه وطيبه مع من يتعامل معهم صغارا او كبارا لما لذلك من اثر في تصفية النفوس وتقاربها وكسب صداقات من حوله ومشاركتهم في جميع مناسباتهم واظهار المحبة وحسن الاخلاق من اهم القيم المعنوية في الحياة التي تزيد العلاقات بين ابناء اي مجتمع قوة وترابط ومحبة وهذه من اهم مقومات الحضاره والرقي لأي مجتمع وهي أيضا من أهم الاسس الانسانية التي اكد عليها الاسلام ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوة حيث قال: (ما من شئ اثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من خلق حسن وإن الله ليبغض الفاحش البذئ).
واذا اردت ان تكسب القلوب فعليك بمفتاحها وهي الابتسامه التي تعتبر السحر الحلال وهي سبب في الصداقات والعلاقات الاجتماعية والعائليه وقد قال صلى الله عليه وسلم: ( ابتسامتك في وجه اخيك صدقة)
كما ان الكلمة الطيبة المعبرة عن المحبة من مفاتيح القلوب المغلقة وهي تأثر في النفوس المرهفه ويقول احد الحكماء : لكي تكون مهما كن مهتما, فمساعدتك للاخرين في قضاء حوائجهم والاهتمام بهم ومشاكتهم في افراحهم واحزانهم تصل الى قلوبهم فالنفوس تميل الى حب من احسن اليها وكلما كنت متواضعا محبا للاخرين قريبا منهم ازدادت حبا واحتراما في قلوب من تعيش بينهم او تتعامل معهم والتواضع يعبر عن كبر النفس وسموها ورفعتها والهدوء في التعامل سمة من سمات النجاح ويدل على شخصية قوية محبوبة ويجب ان يعلم كل انسان ان محبة الاخرين واحترامهم ومراعاة شعورهم هي الحل الامثل لحل معظم مشاكل الانسان في مجتمعه وهي شعور واحساس وصدق مع النفس ولمسة وفاء وعطاء ولكنها لا تؤثر وتؤتي ثمارها الا اذا طبقناها في اقولنا وافعالنا هنا تشعر انت ومن تتعامل معه بالسعاده والألفه وتصبح الحياة في ذلك المجتمع حياة كلها حب ووفاء واحترام وتقدير وهذا يدعوك لتجنب النقاش والجدل الذي يجرح كبرياء الاخرين ويجعلهم يشعرون بالنقص ولتكن في غاية التسامح واللطف مع كل من تتعامل معه تكن محبوبا ومؤثرا في ابناء مجتمعك وليكن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا قدوة وطريق نسلكه حيث قال : ( ما كان الرفق في شئ الا زانه ولا نزع من شئ الا شانه) ومما يزيد العلاقات الاجتماعية قوة وترابط
إفشاء السلام بين الناس من عرفنا ومن لم نعرف وفي حديث لرسول الله قال : ( الا ادلكم على شئ ان فعلتموه تحاببتم افشو السلام بينكم) وكن متسامحا مع من اساء اليك وانتق كلماتك فالكلمة الحسنة خير وسيلة لإستمالة القلوب وابتعد عن تصيد عيوب واخطاء الاخرين وانشغل بإصلاح عيوبك ولتعلم ان من السهل أن نفقد احترام الناس لكن من الصعب ان نكسب حبهم وتقديرهم ولنكن كالبنيان يشد بعضه بعضا كما قال صلى الله عليه وسلم