البيوت القديمة
الجو بارد لا غرابة فنحن في برج الجدي وهو أول بروج الشتاء ... اختفى الضباب توارى ... اغتالته اشعة الشمس التي تغيب هذه الأيام أكثر مما تحضر وإن حضرت فعلى استحياء وخجل... اعتقد أن سبب التسمية بخفه جاء من هذا السطوة الطاغية والحضور المسيطر والتجلي المهيب للضباب يخفي كل شيء حتى أنك لا تكاد ترى أصابع يدك إذا مددتها ( ينساط بمسوط من كثافته ) ...
تستهويني هذه الأجواء ... أجد متعة لا يجدها غيري .. اتدثر بالملابس واتمترس بالبالطوا الجيشي ... اتلفع بالشماغ ... وأي متعة أكبر من أن تكون فوق السحاب قطرات الماء تعلق فيما تصل إليه من الشعر... رأسك .. حاجباك .. شنبك .. لحيتك ...
كنت أنتظر يوم مشمس .. لتصوير البيوت القديمة ... اهتبلت الفرصة واتجهت إلى هناك ..
اجتاحتني مشاعر لا توصف ...مختلطة ..حزن ...حنين ... ألم ... فرح ذهول .. تنشط الذاكرة فتصور لي ... اللعب وأصدقاء الطفولة .. تصوري لي أبائي أمهاتي ... كان لي أكثر من خمس أمهات أما الآباء فحدث ولا حرج ... تذكرت مسراحهم ومراحهم ... رحمهم الله جميعا