ترنيمة على مقام مساعد / عبد العزيز أبو لسه
في أخر اتصال بيننا بعد دخوله المستشفى قال لي بصوت يحمل كل تعب الدنيا
(أخوك تعبان ياعبدالعزيز)
ياالله كم أوجعتني هذه الجملة ، شعر بحالي وبقلقي عليه وبعد أقل من ساعة ارسل لي رسالة بصوته المتسامي على الموت وقال (إن شاء الله إني طيب)
لم أسمع صوته بعدها لأنه دخل في عوالم تليق بالكبار
غاب مساعد لكنه غياب سيكثف حضوره ..
جعل الله مرقده ومكان غيابه روضة من رياض الجنة..
ترنيمة على مقام مساعد
*******************
ياصاحبيَّ "أماتَ كل مساعدْ"؟
أم أنها سرْدية من ساردْ؟
ياأيها الماشون خلف عيونه
أتُراه أسلم روحه وتصاعدْ؟
أتُراه علّمنا الحكاية كلها
أم أن في شفتيه لحن جامد؟
أتُراه غادر؟ والرفاق وأمّه
يروون قصة فاقد عن فاقدْ
قد كان قبّل كفها ودَعت له
وهوى يقبّل رأسها ويُباعدْ
ضحكاته العليا تعطر ليلنا
فهل التراب معطر والشاهدْ؟
وهل الطريق إلى القبور مسيج
بالياسمين؟ بدعوة من ساجدْ؟
نُقِشتْ حروفك عند "باب شريفها"
وبثغر ذاك البحر كنت قصائدْ
كنت الحنان لكل من يهفو له
"لشقائق النعمان" كنت الرافدْ
ياسيدي نم مترفاً ومنعماً
في ظل ربك مخمل ووسائدْ
ياسيدي بِرّاً بأمك لم تطق
بُعدً، لتلحق بالجمال الشاردْ
ياسيدي واللوز رحلة عابرٍ
لم يلتفت ، والحزن حَشد حاشدْ
الموت متفق عليه، حديثه
متواتر، درب الخليقة واحدْ
عبدالعزيز أبولسه
أخر صورة جمعت بين الشاعر والفقيد رحمه الله رحمة واسعه