مشاعر / عبد الله أحمد سيف
اسمحوا لي بهذا المقدمة البسيطة قبل أن أنقل لكم مشاعر الأستاذ / عبد الله سيف
المشاعر أيها الأحبة هي ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات الحية الأخرى ( الحب ، العطاء ، الوفاء ، الإخلاص .. الخ ) بدونها ينسلخ الإنسان من إنسانيته يزيد من عظمة تلكم الأشياء إذا كانت خالصة لله ونابعة من القلب لا تنتظر جزاء ولا شكورا .
وإن أعظم الوفاء وأصدقه ما كان لمن انتقل إلى العالم الآخر لأنه لا يسمعنا ولا يعلم بنا . وعندما تنثال المشاعر الصادقة وتتدفق الأحاسيس الرقيقة وتتداعى المواقف الجميلة وتترجمها دمعات العيون أو حشرجات الأصوات أو أنين الفؤاد فما ذلك إلا برهان على إنسانية الإنسان وإيمانه ورحمته .. نبينا صلى الله عليه وسلم كان من أرق الناس قلبًا، ومن أسرعهم دمعة، ومن أعظمهم خوفًا لله تبارك وتعالى .. بكى صلى الله عليه وسلم عندما حمل طفل لإحدى بناته وهو في النزع فقال له سعد بن عباد اتبكي ! مستفهما .. فقال صلى الله عليه وسلم ( إنما يرحم الله من عباده الرحماء ) رواه البخاري .
أما بعد :
أيها الأحبة .. الأستاذ الفاضل / عبد الله سيف اتحفنا بهذا المشاعر وأنا اعلم الناس بأبي أحمد فهو رقيق القلب حنون ومن أصدق الناس واوفاهم ولا نزكي على الله أحد .
ننسخها لكم كما وصلت .. وفيها وقفتان وقفة مع مساعد المانع وأمه وأخته ووقفة مع الشيخ أحمد السويدي .. رحمهم الله جميعا .
الوقفة الألى /
وقفة وفاء مع اخي ورفيق دربي مساعد المانع الذي وافته المنيه في ظروف الجائحة البغيضة .
ليتني علمت بموعد رحيله كي أقبّله على جبينه
رحم الله قلبه الطاهر ورحم الله والدته واخته.
اللهم ارحم ارواحًا صعدت اليك ليس بيننا وبينها الا الدعاء
رنينٌ بالذاكرة يصدح عند تذكر اسماءهم..
نستشعرهم بحواسنا..
نكاد نبصرهم في كل الاماكن ..فكأنهم في كل مكان
نسمع أصواتهم مع نسمات الهواء ..
نرى صورهم في صفحات الماء .
رحم الله ضحكةً لا تنسى وملامحٌ لا تغيب عن البال وحديثٍ مشتاقٌ لسماعه . رحم الله كل روحٍ غاليه تحت الثرى
انه مصابٌ جلل لايطفي ألمه وحزنه الا الاستغفار والدعاء للمتوفين بالرحمة
اللهم آنس وحشتهم ووسع لهم في قبورهم واسكنهم الفردوس الأعلى في الجنة .. واجعل في قبورهم نورًا الى يوم يبعثون.
اللهم جنه لمن رحل عنا بلا رجعه
صبرا جميلًا لا تملك معه إلا ان تتجاهل حزنًا عميقًا بداخلك وتقول قدر الله وماشاء فعل وانا لله وانا اليه راجعون .
أخر صورة جمعتي بأخي مساعد رحمه الله
الوقفة الثانية /
اللهم أجعلنا ممن إذا أُعطي شكر وإذا أذنب استغفر وإذا اُبتلي صبر ولله ما أخذ ولله ما أعطى .
إن القلب ليحزن والعين لتدمع .
لفراق الغالين والأحبة حرقة ولوعة ..
لا يعرف تلك الحرارة إلا من اكتوى بنارها..
وتطاير قلبه من آلمها ..
وتشظى فؤاده من لهيبها ..
كيف لا . وأبو سعيد أخي .. صوته لايُنسى وبسمته لا تغيب عن مُخيلتي رحم الله وجهًا أشتاق إليه .
أركان وزوايا مخيلتي يكتنز ألاف الصور والمواقف معه ..
ملامحه التي نُحِتت بدقة في ذاكرتي .
أترحم عليه بقدر غيابه وبطول هذا الغياب وبعده عني ليتني أستطيع أن أعيد الزمان للخلف لأقضي ساعات وساعات بجانبه واتشبع منه واستزيد من نوره وفكره وحكمته .
رحم الله جسده الذي امتلأ طهرًا وغاب عن الدنيا
اللهم ارحم من حن له القلب وهو تحت التراب اللهم ارحم من فقدناه وغاب غيابًا أبديًّا واجعله في نورٍ إلى يوم يبعث
رحم الله من كان يضحك ويبتسم بيننا ثم ذهب ليلقى ربه .
الفقد سنة الله المُبكية رحم الله قلبه الطاهر، لقياه في النعيم ان شاء الله أعظم
طبت يا أبا سعيد وطاب قبرك نورًا .. ولا حول ولا قوة الا بالله وإنا لله وإنا إليه راجعون .
أخر صورة جمعتني مع أبي سعيد عليه رحمة الله ..