رحل الجميل / عبد العزيز أبو لسه
علي الأعرج "عليه رحمة الله"روح على هيئة مخلوق فاتن ، وإنسان بمرتبة وردة ، من منا لايتذكر حضوره المذهل والصادق في كل موقف ، كان يبكي لرحيل أي كائن حي ، لا أبالغ إن قلت كانت عينه تدمع كل يوم عطفاً وحباً وأكثر ، كان يبكي إذا لم يبكِ ،
علي الأعرج كون كامل من "الحِنّية" ، وطقس حياة متفرد في تعاطيه مع الأخر والأشياء والتفاصيل. ،،
العزاء لقلوبنا حتى مطلع الموت ..
كان الرثاء لكل من رحلوا
كان العزاء وقلبه طفلُ
ماأقرب الدمعات ترسله
لهفاً ، ومن عينيه تنهملُ
لو كان يدري الان عن مدنٍ
ترثيه ، تسأل عنه من سألوا
السامرون بمكة انفصموا
عن ليلهم ، وتفرق الشملُ
وأرى "الحجون" بلا مؤانسة
مستوحش لمصابه الجللُ
الكعبة الغراء تعرفه
وبطاح مكة حالها وجلُ
لا تبتعد عنا تَذكّرنا
بالشعر "باليالال " ننفعلُ
ياحادياً للعيس يارجلاً
بالله قل لي كيف أرتجلُ؟
الكائن الشعريّ مؤتلق
"الأعرج" الشعريّ يكتملُ
الأعرج الشعريّ يَدخُلُنا
كالحب ، يامن فيه قد دخلوا
ياسيدي غربت منائرنا
وذوت على شرفاتنا المقلُ
ضميه يا أرضاً تلبسها
وتلبسته قداسة تعلو
أم القرى حزن وجلجلة
أم القرى بالله ما العملُ
من روحه مطر يبللنا
من كفه نبْتَلّ ، نغتسلُ
قبّل جبيناً عالياً تَرِفاً
وانثر بجانب رمسه قُبَلُ
الموت مشوار يخاتلنا
وعلى جناحيه سننتقل
عبدالعزيز أبولسه